إسبانيا والحكم الإسلامي
تقع إسبانيا في الجهة الجنوبية الغربية من قارة أوروبا، وهي الدولة التي خضعت تحت سيطرة الحكم الإسلامي من القرن الثامن حتى القرن الخامس عشر، وفي تلك الفترة كانت إسبانيا تسمى بالأندلس، وكانت نتائج هذه القرون من الحكم الإسلامي، هي ترك معالم وآثار إسلامية في إسبانيا، على الرغم من قلب المساجد إلى كنائس، ومحاولة طمس الحضارة والثقافة الإسلامية في إسبانيا، إلا أن هنالك آثاراً إسلامية بقيت صامدة، بل لها دور كبير في إحياء السياحة في إسبانيا، وفي هذا المقال سنتطرق إلى الأندلس في إسبانيا لنذكر أهم المعالم والآثار الإسلامية الموجودة فيها.
الآثار الإسلامية الموجودة في إسبانيا
ما يميز إسبانيا هو سحرها وآثارها ومعالمها التي تمنحها جمالاً ورونقاً لا مثيل له، كالمساجد والقصور والحدائق الرائعة التي تتنوع بتنوع معالمها وحضارتها العريقة، ورغم اختلاف الأماكن والأسماء التي تطلق على إسبانيا ومدنها، إلا أن كل مناطقها تحتوي على مجموعة من الأماكن الأثرية والإسلامية التي بقيت شاهدة على حضارة المسلمين الذين أبقوا بصماتهم الواضحة في مختلف أماكن الأندلس، وهذه الأماكن هي:
قصر الحمراء "Alhambra Palacio"
يقع قصر الحمراء في مدينة غرناطة، ويُعرف أيضاً باسم "لؤلؤة مرصعة بالزمرد" وهو إحدى أكثر مناطق الجذب السياحي في إسبانيا؛ لأنه يعكس فن وفخامة الهندسة المعمارية الإسلامية، ويصنّف على أنه أفضل قصر عربي في العالم أجمع، ويعد قصر الحمراء أحد أماكن التراث العالمي لليونسكو، ويستقطب العديد من الاحتفالات الغنائية، وبعض أبرز الأماكن الأثرية في قصر الحمراء: القصر الملكي، فناء الريحان، برج قمارش، ويبلغ سعر التذكرة للشخص الواحد ما يعادل 35 يورو مع مجموعة سياحية، و175 يورو عند التجول مع دليل سياحي خاص.[١][٢]
مسجد قرطبة "Mezquita de Córdoba"
تم تشييد هذا المسجد على مدار قرنين ونصف قرن تقريباً، ويعود تأسيس المسجد إلى سنة 92 هـ عندما أخذ بنو أمية مدينة قرطبة عاصمة للخلافة الأموية، وكان المسجد في القدم يسمى بـ"جامع الحضرة" بمعنى جامع الخليفة، أما في هذا اليوم فيسمى بـ"مسجد الكاتدرائية" بعد تحويل الإسبان له إلى كاتدرائية مسيحية، حيث أهم ما يميز هذا المسجد، ويجعله نادراً في تاريخ الفن المعماري هو جميع الإضافات والتعديلات والأعمال الفنية، التي تندمج كلها في نسق موحد وعلى وتيرة واحدة، حتى يبقى متسقاً مع تصميمه الأساسي، كما يتميز بساحة أشجار البرتقال المشهورة، وأبرز ما يميزه هو عدم اتجاهه نحو مكة بشكل دقيق نحو الجنوب، بل يتجه نحو الجنوب الشرقي، إلى نهر غوادالكيفير، لسبب غير معروف إلى الآن، وتبدأ أسعار تذاكر الدخول من سعر 18,90 يورو.[٣]
مدينة الزهراء "Madinat Al-Zahra"
تقع مدينة الزهراء على بعد بضعة كيلومترات من غرب قرطبة، وقد بناها الخليفة عبد الرحمن الناصر، واستغرق في بنائها خمسة وعشرين عامًا، وبنى له قصرًا للحكم ذو جدران مصنوعة من الرخام الممزوج بالذهب، وفي كل جانب من جوانبها ثمانية أبواب مصنوعة من العاج والأبنوس المرصع بالذهب والجواهر، كما تجمل القصر بالتماثيل والصور المبهرة، كما انتشرت في المدينة الحدائق، وحمامات السباحة، والنوافير، والأقفاص التي تأوي الحيوانات البرية والطيور الغريبة، والمباني الحكومية، وقاعات الاستقبال الفارهة، وينابيع المياه الرخامية، كما بنى عبد الرحمن الناصر في الزهراء مسجداً أضاف إليه أعمدة وقباباً عريقة وفخمة، ولكن أصبحت الآن مدينة الزهراء مدينة أثرية، تتخفى تحت الأنقاض، من بعد ما تم نهبها وحرقها من قبل القوات البربرية في القرن الحادي عشر بعد سقوط الخلافة، وفي عام 2018، في تاريخ 1 يوليو تحديدًا، تم الإعلان عن مدينة الزهراء ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو. [٤][٥]
قصر الجعفرية بسرقسطة "Aljafería Palace in Zaragoza"
تم بناء قصر الجعفرية العربي في النصف الثاني من القرن الحادي عشر للميلاد في عهد أمير سرقسطة، والذي تم اعتباره حصنًا دفاعيًا، ومكانًا للترفيه كذلك، كما وترجع أهمية المكان في كونه المعلم الوحيد بهذا الحجم الذي يدل على الهندسة الإسلامية الأندلسية في عهد الطوائف، إذ كان قصرًا ذي مخطط رباعي الزوايا، بأبراج مستديرة، باستثناء أحدها، والذي كان يُعرف باسم برج تروبادور، ومن أعظم ملامح هندسته هي الأسقف المغطاة بالزخارف الجصية، وأصبح القصر حاليًا مقرًا رئيسيًا لبرلمان أراغون.[٦]
قصر المورق في إشبيليا "Alcázar of Seville"
يعتبر قصر إشبيليا إحدى أهم القصور التي عرفت بجمالها وزينتها عند الحديث عن الفن الإسلامي، وهناك روايات كثيرة قيلت حول قصر المورق؛ فقد قيل عنه أنه كان في الأساس قلعة إسلامية قديمة، بعدها تم تجديد بنائها، ومنهم من قال إن القصر الحالي الذي يزوره مئات وآلاف السياح معظمه بُني من قِبل النصارى من بعد بقايا القصر الإسلامي، ولكن أبقوه على الطراز المعماري الأندلسي الإسلامي، وتبدأ أسعار تذاكر الدخول إلى القصر ما يقارب 14,50 يورو.[٧]
برج الذهب "Torre del Oro"
وهو برج مراقبة عسكري يقع على نهر الوادي الكبير في مدينة إشبيلية جنوب إسبانيا، بُني في عهد الخلافة الموحدية لأغراض الهيمنة على حركة المرور من وإلى إشبيلية والأندلس، وقد تم الاستعانة بالبرج كسجن في زمن العصور الوسطى، وكسياج أمن من أجل الحفاظ على المعادن النفيسة التي كانت تأتي عن طريق البحر من أمريكا الجنوبية ومن الهند أيضاً، بعد ذلك أصبح البرج الآن معلماً ومتحفاً للفن المعماري الإسلامي، ويزوره السياح من جميع البلدان، كما ويوجد فيه مجموعة من المعدات البصرية الأثرية منذ العصور الوسطى، والتي كانت تُستخدم في البحرية وعن طريقها تم اكتشاف الأمريكيتين، كما ويوجد في المتحف نماذج للسفن الشهيرة التي عُثر بالاستعانة بها على الأمريكيتين في القرن الخامس عشر، وهناك بعض المدافع الموجودة في المتحف منذ القرن السابع عشر.[٨]
المراجع
- ↑ "Alhambra", Alhambra, Retrieved 22/6/2022. Edited.
- ↑ "PARTS AND PLACES IN THE ALHAMBRA", alhambra, Retrieved 22/6/2022. Edited.
- ↑ "Mezquita de Córdoba", mezquita de cordoba, Retrieved 22/6/2022. Edited.
- ↑ "Madinat al-Zahra", andalucia, Retrieved 22/6/2022. Edited.
- ↑ "Madinat al-Zahra", archnet, Retrieved 22/6/2022. Edited.
- ↑ "Aljafería Palace", spain, Retrieved 22/6/2022. Edited.
- ↑ "Alcázar Seville", alcazar seville, Retrieved 22/6/2022. Edited.
- ↑ "THE TORRE DEL ORO", visita sevilla, Retrieved 22/6/2022. Edited.