كل ما تود معرفته عن القلعة الحمراء في الهند

ما هو تاريخ القلعة الحمراء في الهند؟

قام الإمبراطور المغولي شاه جهان في عام 1638 بنقل عاصمة إمبراطوريته من مدينة أجرا إلى مدينة شيّدت حديثًا في مدينة دلهي، فقام بتسميتها "شاه جهان أباد"، وهناك قام بوضع أسس القلعة الحمراء وأطلق عليها اسم قلعة "لال قيلا"، وهي من أشهر المعالم الأثرية في الهند.

استمر بناؤها عقدًا من الزمان، إذ كانت هذه القلعة مقرًا لإمبراطورية المغول لمدة 200 عام تقريبًا حتى سقطت بين أيدي البريطانيين وقت الاحتلال، وفي عام 1837 توّج الإمبراطور الأخير للمغول "بهادور شاه ظفر" حاكمًا إذ كانت سلطته لا تتجاوز حدود هذا القصر.^[١]

من صمم القلعة الحمراء في الهند ولما سميت بهذا الاسم؟

قام المهندس الرئيسي الأستاذ "أحمد لاهوري" ببناء قصر الحمراء في العهد المغولي واكتمل على يده في عام 1648، وقد يظن البعض أن لون القلعة في الأصل أحمر لكن الحقيقة أن البريطانيين بعد الاحتلال قاموا بصبغها باللون الأحمر بعدما بدأ الحجر الجيري الذي بُني منه المبنى في الأصل بالانهيار؛ وذلك للحفاظ على القلعة، وهنا أعادوا تسميتها إلى القلعة الحمراء بدلًا من "لال قيلا".^[٢]

كيف يبدو الأسلوب الهندسي في بناء القلعة الحمراء؟

من ينظر للقلعة الحمراء في الهند يوقن بمدى براعة وجمال الهندسة المعمارية لدى المغول وحبهم لخلق الجمال من الحجارة، كما توجد روايات أخرى لسبب تسميتها بالقلعة الحمراء وهو احتواء جدرانها على الحجر الرملي الأحمر، وغالبًا ما كان المغول يطلقون على القلعة اسم "قلعة مبارك" أو "الحصن المبارك"، وعلى الرغم من أن القلعة التي كانت في مدينة أجرا كانت أيضًا تسمى "لال قيلا"، إلا أن القلعة الحمراء في دلهي هي من ارتبط بها هذا الاسم.^[٣]

كيف أثر وجود القلعة الحمراء في الأحداث السياسية؟

لطالما كانت القلعة الحمراء مقرًا للإمبراطورية المغولية منذ إنشائها، فقد كانت كالحصن المنيع من الطرف الشرقي لمدينة "شاه جهان أباد"، كما سلطت الأضواء مرة أخرى على القلعة الحمراء وأصبحت مركزًا للتطورات السياسية خلال ثورة 1857 والقبض على بهادور شاه ظفر بالتمرد.

بالإضافة لارتباطها بالنضال الهندي من أجل نيل الحرية، كما كانت تعقد الكثير من المحاكمات العسكرية في القلعة، وتعقد الكثير من الاجتماعات السياسية وحتى الآن لا زال رئيس وزراء الهند يلقي خطابه المعتاد في يوم الاستقلال من أسوار الحصن في 15 أغسطس.^[٣]

ما هي مواصفات القلعة الحمراء؟

يحيط بالقلعة الحمراء جدار يبلغ قياسه 2.41 كيلومتر، أما أسوارها فتختلف ارتفاعاتها، فما يقع على جانب النهر يبلغ ارتفاعه 18 مترًا بينما الجدار الذي على جانب المدينة يبلغ ارتفاعه 33 مترًا، أما المدخل الرئيسي فكان مكانًا لإيواء أشهر صائغي المجوهرات وصناع السجاد والنساجين في دلهي، وقد عُرف باسم "مينا بازار"، والذي كان بمثابة مركز تسوق للسيدات، أما في الجزء الجنوبي فتوجد بوابة دلهي المهيبة التي تشبه البوابة الرئيسية للقلعة الحمراء.^[٤]

ما هي المباني والصروح المضمنة داخل القلعة الحمراء؟

لا تزال القلعة الحمراء تضم العديد من المباني والصروح التاريخية داخلها حتى مع الضرر الذي لحقها بنسبة كبيرة تصل إلى 66%، ومن هذه المباني:^[٤]

قصر ممتاز محل

يقع قصر ممتاز محل في حي النساء المسمى "زينانة"، وهو أحد القصور الستة في القلعة والتي بنيت على طول ضفاف نهر يامونا، وقد تم استخدام الرخام الأبيض المزين بالزخارف النباتية في بنائه، وخلال احتلال الحكم البريطاني تم استخدام هذا القصر كمعسكر اعتقال، أما الآن فهو يستخدم كمتحف للقلعة الحمراء داخل هذا القصر الرائع.

قصر خاص محل

إذ تم استخدام هذا القصر كمقر إقامة خاص للإمبراطور، كما تم تقسيم القصر إلى ثلاثة أجزاء وهي؛ غرفة سرد الخرز، وغرفة الجلوس، وغرفة النوم، كما أن قصر خاص محل متصل ببرج المثمن؛ وهو البرج الذي كان يستخدمه الإمبراطور لمخاطبة رعاياه، كما زين القصر بالرخام الأبيض والزخارف الزهرية.

قصر رانج محل

الذي ترجم حرفيًا إلى قصر الألوان الذي صمم ليحوي العديد من الألوان من الطلاء الزهري والديكورات الراقية، وكان مكانًا خاصًا لزوجات الإمبراطور، كما كان يحتوي على حوض من الرخام يستقبل المياه من جدول ماء يسمى "جدول الجنة".

جناح حراء محل

قد يكون جناح حراء محل من آخر المباني التي بنيت خلال العهد المغولي الذي بناه بهادور شاه الثاني في عام 1842، إذ ارتبط هذا الجناح بأسطورة تفيد بأن الإمبراطور شاه جيهان أخفى ماسة مخصصة لزوجته الأولى في هذا الجناح، ويقال إن هذه الماسة التي لم يتم العثور عليها بعد أغلى من جوهرة كوهينور الشهيرة.