معلومات تاريخية وسياحية عن أسوار القسطنطينية تعرف عليها

ما هو تاريخ أسوار القسطنطينية؟

في القرن الثامن قبل الميلاد عندما أسس الإغريق مدينة بيزنطة قاموا ببناء أولى لبنات السور المحيط بالمدينة لغرض تحصينها ولأهمية المدينة تجاريًا في ذلك الوقت والتي بدأت في النمو مع مرور السنين، ثم نقل قسطنطين الكبير عاصمة الإمبراطورية البيزنطية إلى ما يُعرف الآن بإسطنبول وقرر حينها توسيع المدينة أكثر وتمديد الجدار مرة أخرى، وظل الجدار الأصلي قائماً حتى نهاية العصر البيزنطي وذلك قبل أن يتم استبداله باسم جدران "ثيودوسيان" الشهيرة، وفي عام 1453 سُلمت القسطنطينية إلى العثمانيين الذين قاموا بتثبيت الجدران وصيانتها من جديد.^[١]

ما هو الغرض من بناء أسوار القسطنطينية قديمًا؟

فيما مضى كانت جميع الإمبراطوريات والدول تسعى لحماية سكانها والمدن التي تحت سيطرتها من هجوم أي دولة أخرى عليها، وفي ذلك الوقت لم تكن التقنيات الحديثة متاحة فالحل الوحيد كان بناء الأسوار والجدران التي تحيط ممتلكاتها وللدفاع ضد أي حصار، ولم تكن إسطنبول أو القسطنطينية كما كانت تُعرف استثناءً، وكانت هذه الأسوار مثيرة للإعجاب لدرجة أنه لا يمكن اختراقها لمئات السنين، أما الآن تعد أسوار القسطنطينية واحدة من أكثر المعالم زيارة وأهمية في المدينة لأنها تشير إلى التاريخ المعقد والدموي الذي خاضته المدينة.^[٢]

كيف تبدو أسوار القسطنطينية بعد أن سميت بجدران ثيودوسيان؟

تم بناء جدران ثيودوسيان من شرائط متناوبة من الطوب والحجر الجيري والتي تم تصميمها لتحتوي على خندق مائي بها قد يكون ظاهرًا في بعض الأحيان، أما في فترة الحكم العثماني ظلت الجدران سليمة إلى حد كبير حتى حلول القرن التاسع عشر بعدما تجاوزت المدينة حدود العصور الوسطى القديمة وبدأت الجدران في التهدم، بالطبع نجت معظم الجدران بشكل ما ولا تزال قائمة حتى الآن، كما تمت استعادة بعض الأقسام الصغيرة وما زالت تخضع لعملية الترميم.^[٣]

ما هي الحقبات التاريخية التي توالت على المدينة وعلى أسوار القسطنطينية؟

توالت على هذه المدينة العديد من الفترات الزمنية المميزة والتي انقسمت بشكلٍ واضحٍ إلى ثلاث فتراتٍ زمنية، الأولى والتي سميت بفترة باغان والتي امتدت منذ أقدم العصور حتى عام 330 ميلادي عندما جعلها قسطنطين عاصمته، والفترة الثانية التي سميت العصور الوسطى والتي امتدت من عام 330 ميلادي إلى 1453 ميلادي عندما جعلها الأتراك العثمانيون العاصمة العثمانية، أما الفترة الأخيرة تسمى بالعصر المحمدي أو العثماني والتي بدأت في عام 1453 ميلادي وانتهت في عام 1918 ميلادي.^[٤]

ما هي الجولات السياحية التي تنظمها المدينة لزيارة أسوار القسطنطينية؟

من المعروف أن هذه الأسوار تدور حول شبه الجزيرة التاريخية من القرن الذهبي إلى بحر مرمرة، حيث تبدأ الجولات السياحية في إسطنبول من منطقة القرن الذهبي والسير إلى "إديرنيكابي" قبل أن تنزل عبر المدينة القديمة حيث يمكنك التعرف على الأهمية التي توليها الجدران للمدينة ومكانها في تاريخها، وصولًا إلى " تيكفور سراي" آخر سكن إمبراطوري بيزنطي في المدينة تم بناؤه في القرن الثالث عشر أو الرابع عشر، ومع عبور الطريق الرئيسي المزدحم والمشي على السطح الخارجي للجدران سرعان ما ستصل إلى المكان الذي تم فيه اختراق الجدران واستيلاء العثمانيين على القسطنطينية حتى تصل أخيرًا إلى متحف "كاريي".^[٥]

ما هي البوابات التي تقع داخل أسوار القسطنطينية؟

عند بدء جولتك السياحية داخل الأسوار ستمر من خلال عدة بوابات لكل واحدة منها قصتها وتاريخها وهم كالآتي:^[٦]

البوابة الذهبية

البوابة الذهبية والتي تسمى أيضًا ببوابة "ساتورنينوس" وبوابة "زيرولوفوس" وبوابة "إيساكابي"، ولأنها البوابة التي كان يمر منها الإمبراطور هرقل وعربته التي كانت تجرها الفيلة لذا لا يمكن أن تكون بوابة عادية بالحجم الطبيعي أو الزخرفة العادية بل إنها ضخمة ومغطاة بالذهب مع العديد من التماثيل والنقوش التي تزيد من روعتها، حيث بقيت البوابة حتى العصر العثماني ودُمرت جزئياً بسبب الزلزال في عام 1509.

بوابة زايلوكيركوس أو بوابة بلغراد

قام الإمبراطور إسحاق الثاني أنجيليوس في عام 1189 بإغلاق هذه البوابة تبعًا لنبوءة تفيد أنها البوابة التي دخل منها الإمبراطور الغربي فريدريك بارباروسا المدينة من خلالها، وفي عام 1346 فتحت مرة أخرى بعد استقرار العديد من السجناء الذين تم إحضارهم من بلغراد بعد غزو صربيا من قبل السلطان العثماني سليمان الأول ولذا سميت ببوابة بلغراد، ثم أغلقت مرة أخرى قبل حصار 1453 وظلت مغلقة حتى عام 1886 مما أدى إلى تسميتها بالبوابة المغلقة.

بوابة الينابيع أو بوابة بيج

سميت هذه البوابة على رسم دير شعبي يقع خارج الأسوار يدعى زودوتشوس بوجو أي "ينبوع الحياة" والموجود في ضاحية "باليكلي" الحديثة، كما حمل البرج الذي عند البوابة نقشًا يرجع تاريخه إلى عام 1439، وفي عام 1998 تم اكتشاف قبو تحت الأرض به نقوش ومقابر من القرنين الرابع والخامس تحت البوابة.

بوابة ريسيوس

تعد هذه البوابة من أفضل البوابات الموجودة في الأسوار وذلك لأنها احتفظت بشكل كبير بمظهرها الأصلي الذي يعود إلى القرن الخامس، سميت البوابة بهذا الاسم في القرن العاشر على اسم جنرال قديم للبيزنطة اليونانية.

بوابة القديس رومانوس

تعد هذه البوابة ثاني أكبر بوابة بعد البوابة الذهبية وسميت بذلك على اسم كنيسة قريبة من البوابة وهي تحمل في الوقت الحاضر اسم توبكابي أو "بوابة المدفع" على اسم المدفع العثماني العظيم "البازيليك" والذي استخدم أثناء حصار القسطنطينية عام 1453.

البوابة العسكرية الخامسة

تعرضت هذه البوابة لأضرار جسيمة لكن كان هناك وجود لإصلاحات واسعة النطاق متأخرة من العصر البيزنطي أو العثماني لها.

بوابة شيريسيوس

من حيث الأهمية فهذه البوابة تأتي بعد البوابة الذهبية فهي المكان الذي تم فيه الدفاع عن المدينة من قبل الإمبراطور البيزنطي الأخير وهو المكان الذي دخل منه السلطان الأول من الإمبراطورية العثمانية محمد الفاتح منتصرًا إلى القسطنطينية.