منجم فياليتشكا الملحي في بولندا: عراقة تاريخية لاتفوت

معلومات عن منجم فياليتشكا الملحي في بولندا

• يقع منجم الملح فياليتشكا جنوب شرق وسط مدينة كراكوف، في بلدة صغيرة بوادي عشبي، وتعد من أشهر المعالم الثقافية والتاريخية في جنوب بولندا، تمتد فيه الصخور المالحة لأكثر من 300 م، ويعد المنجم هذا أطول منجم ملح نشط في العالم ككل، ويعد هذا المنجم من أعرق وأقدم المشاريع التجارية في العالم وهي أعمال الملح في كراكوف.^[١]
• اكتشف هذا المنجم على يد المستوطنين السلافيين في بولندا في العصور الوسطى في نهاية القرن 12، واستعمل موقعا لمشروع صناعي حيث تم حفر ما يقارب 300 كم من الأنفاق الصالحة للملاحة، هذه الأنفاق الجوفية كانت وما زالت لوحة فنية فارغة للرسومات الفنية في أوروبا، والتي كانت تضم تماثيل الصخور المالحة المنحوتة والمشاريع الدينية المرسومة بإتقان عالٍ.^[١]
• يجلب هذا المنجم حوالي مليون سائح سنويا ويزوره السياح ضمن البرنامج السياحي في بولندا، حيث تم إيلائه اهتماماً عالياً من قبل الحكومة حيث قاموا بتحويل الكهف المظلم إلى موقع ملكي خلاب، حيث تم إضاءته بثريات عملاقة مصنوعة من الكريستال الملح الموجود تحت الأرض، وتم إدراجه عام 1978 إلى قائمة التراث العالمي لليونسكو، يعد هذا المنجم علاجاً لأمراض مختلفة للجهاز التنفسي، ويتواجد داخله منتجع صحي خاص.^[٢]

معالم منجم فياليتشكا

تم بناء هذا المنجم والعمل عليه ليصبح من المعالم البارزة حول العالم، وفيما يلي أهم هذه المعالم:^[١]

حجرة المدخل

تتواجد حجرة المدخل وهي عبارة عن عامود مظلم وبارد يصل ارتفاعه إلى أكثر من 100 م، حيث يقوم الزائرون إلى النزول ما يقارب ال 400 خطوة ليصلوا إلى المستوى الأول من المنجم، وتعد هذه النقطة الأولى لبدء الجولة التي توصلك إلى الغرف المنحوتة، والتماثيل المقطوعة بشكل قوي لأبرز الأشكال الأسطورية، وإلى السباغيتي وهي كريستالات الملح المتدلية من أعلى السقف.

الكنيسة المركزية

• الكنيسة المركزية ماغنوم أوبوس في سانت كينغا، وهي الكنسية الوحيد المخصصة للأميرة كينغا الأسطورية وهي ملكة المجر، والتي ساهمت بجلب مناجم الملح إلى بولندا كما قيل، وذلك بسبب الروايات التي تقول إنها ألقت بأعجوبة خاتم خطوبتها التي أهداها إياه الأمير بوليسلاف من كراكوف، فالغرفة المركزية المثيرة والكنيسة الكاثوليكية هن المكرسات لمعجزة ملكة كينغا، التي جعلت من هذا المنجم أسطورة.
• تعد الكنيسة المركزية إنجازاً هندسيًا عظيماً، والتي تم تزيينه بالجداريات الدينية والمنحوتة في الصخور، وهي كلها مضاءة بالثريات الكرستالية المتقنة الصنع، وهذه تعد من إبداعات الملح الصخري، بالإضافة إلى الشكل الكهفي للكنيسة والأرضيات المرصوفة بطريقة جمالية ومصنوعة من الحصى البارد سداسي الشكل والأسقف القريبة والمنخفضة، هذا المزيج يجعل منها أعجوبة يرتادتها الزوار، وذلك باعتبارها أفضل مساحة صوتية مغلقة.

استخدامات منجم فياليتشكا قديما

كان يستخدم منجم الملح سابقا كثلاجة لحفظ اللحوم والأسماك، وفي القرن 13 إلى القرن ال 20 استغل الملح الصخري فيه، وفي نهايات العصور الوسطى قدر أن حوالي 350 شخصاً كانوا يعملون في المنجم، ويستخرجوا حوالي 8 أطنان من الملح يوميا.^[٣]