العمود المتحرك في جرش

مدينة جرش

تقع مدينة جرش شمال الأردن، وتتميّز بأنّها مدينة رومانية يونانية قديمة، عُرفت قديماً باسم جراسا عند بنائها في العصر اليوناني الروماني في القرن الرابع قبل الميلاد، وتمّ اكتشافها في أوائل القرن التاسع عشر، وتحتوي المدينة الأثرية على العديد من المعالم والآثار المتبقية حتّى وقتنا الحالي، وكانت تُعتبر قديماً إحدى مدن الديكابوليس العشر، وواحدةً من أفضل المدن الرومانية خارج إيطاليا، وتُعتبر موقعاً مثالياً لمحبي التاريخ والفنون والعمارة حول العالم، ومن أهم معالمها الغريبة والمثيرة للدهشة هو العمود المتحرك الذي يقع على أرضها والذي سنتعرف على تفاصيله في هذا المقال.^[١][٢]

العمود المتحرك في جرش

من أهم ما يُذكر عن هذا العمود المتحرك في مدينة جرش:^[٣][١]

• تحتوي مدينة جرش الأثرية على عدد من الأعمدة المصفوفة في أحد الشوارع القديمة فيها، ومنها ما هو قائم بأكمله، وبعضها الآخر متآكل، ويوجد عمود مميز في معبد أرتيمس يُمكن وضع اليد على قاعدته والشعور بحركته على الرغم من ثباته، حيث إنّه تمّ تصميم الأعمدة في جرش بنظام هندسي إنشائي فريد يجعلها بهذا الثبات، وعلى الرغم من أنّه لا يُمكن ملاحظة تحركه من خلال النظر فإنّه يوجد العديد من الحيل لاكتشاف هذه الأعجوبة كوضع ملعقة تحت قاعدة العمود ورؤيتها وهي تهتّز إلى الأعلى والأسفل.
• يبلغ طول العمود المتحرك في جرش 19 متر، وقد سمي بالعمود المتحرك بسبب أنّ الناس يلاحظون عليه حركة بادية عندما يتم وضع قطعة نقدية في المنتصف، وتحديدًا بين القاعدة والعمود.
• من الأمور العجيبة الأخرى المتعلقة بالعمود المتحرك في جرش ازدياد حركته مع اشتداد الرياح، وعلى الرغم من هذا، فإن الأمر يتطلب من أجل ملاحظة حركة هذا العمود امتلاك بصرٍ قوي.
• وعن التفسير العلمي الخاص بالعمود المتحرك في جرش، فقد فسر العلم هذه الحركة بأنها "ظاهرة علمية" ناتجة عن الشقوق التي تتواجد في العمود، وتكسره من أسفل، وتحديدًا من جهة القاعدة؛ الأمر الذي أثر على ثبات العمود مقارنة بالأعمدة الأخرى الموجودة في مدينة جرش الأثرية.

تاريخ تأسيس مدينة جرش الرومانية

تأسست المدينة في عهد القائد الإسكندر الأكبر وكانت خلال هذه الفترة مأهولةً بالسكان، ثمّ جاء بعد ذلك الحكم الروماني، وازدهرت المدينة حينها عمرانياً وحضارياً بسبب وقوعها على الحدود الشرقية للإمبراطورية الرومانية، ويُطلق على تلك الفترة بالعصر الذهبي؛ بسبب أنّها أصبحت مدينةً رومانية كبيرة، ثمّ بعد ذلك حدث زلزال مدمّر في العام 749م، أودى بالمدينة إلى الهلاك، لتندثر معالمها وتُصبح تحت الأنقاض، وبقيت المدينة تحت الأنقاض مدفونةً، حتّى تمّ اكتشافها من قبل المستشرق والرحالة الألماني أولريخ ياسبر زيتسن (بالألمانية: Ulrich Jasper Seetzen) عام 1806م، وبعد مدّة في نهاية القرن التاسع عشر غيّر سكان المنطقة اسم المدينة ليصبح كما هو الآن (جرش).^[٤][٥]

الآثار القديمة في مدينة جرش

يوجد العديد من الآثار القديمة في المدينة الرومانية جرش؛ ومن أهمها قوس يُعرف باسم قوس هادريان أو قوس النصر، وقد تمّ بناؤه عند زيارة الإمبراطور الروماني هارديان إلى المدينة، وكما يوجد فيها شارع الأعمدة الذي يوجد فيه أكثر من ألف عمود، وسبيل الحوريات، ومعبد أرتميس الخاص بالآلهة التي كان يعتقد أنها تحمي المدينة، وساحة الندوة، والمسجد الأموي، والمسرح الشمالي، والبركتين، والحمامات الأثرية.^[١][٤]