ما هي أهم المواقع الأثرية الغارقة في مصر؟
عرّفت منظمة اليونسكو الآثار الغارقة على أنها: "جميع آثار الوجود الإنساني التي تتسم بطابع ثقافي أو تاريخي أو أثري، والتي ظلت مغمورة بالمياه جزئياً أو كلياً، بصورة دورية أو متواصلة، لمدة 100 عام على الأقل"، وقد اكتُشفت الآثار الغارقة في مصر لأول مرة عام 1910م، أثناء أعمال التوسعة في ميناء الإسكندرية الغربي حيث اكتُشف منشآت تحت الماء تشبه أرصفة الموانئ، وتوالت الاكتشافات بعد ذلك،[١] ومن أبرزها ما يأتي:
خليج أبو قير
عُثر على أجزاء من معبد وتماثيل لآلهة كانت تُعبد في مدينتي كانوبيس وهيراكليون اللاتي بُنيتا قبل مدينة الإسكندرية في منطقة خليج أبو قير، وتشير الدلائل الأثرية إلى انهيارهما في القرن 4 قبل الميلاد وغرقهما في البحر، ولم يُعرف حتّى الآن كيفية اختفائهما، حيث يُرجّح تعرّضهما للتدمير بسبب زلزال أو فيضان.[٢]
أسوان
احتفظ نهر النيل ببقايا السفن والمراكب الغارقة وغيرها وممّا سقط منهم أثناء مرورهم عبر مياهه، حيث كان النهر وسيلة نقل مهمة بين مناطق مصر، فقد كانت الأحجار والقطع الأثرية تُنقل من المحاجر إلى المقابر ومعابد مدينة أسوان وغيرها، ومن المواقع الأثرية المكتشفة في أسوان، موقع مرسى الأهالي الذي يُرجّح كونه المرسى الرئيسي لجزيرة إلفنتين، وموقع معدية النجع البحري، والذي يعتبر مرسى صغيراً.[٣]
الميناء الشرقي
كان الميناء الشرقي هو الميناء الملكي للإسكندرية عاصمة مصر البلطمية، حيث كان يضمّ القصور والمعابد ومنارة الإسكندرية والتي قد تدمرت كلياً إثر زلزال عنيف ضربها في القرن 14 الميلادي، ويرقد الميناء اليوم تحت مياه البحر الأبيض المتوسط.[٤]
كما كُشف عن أرضية رخامية يُعتقد أنّها جزء من قصر كليوباترا، أثناء عمليات التنقيب الأخيرة في الميناء، كما عُثر على معبد لإيزيس وأبو الهول وعدة تماثيل غارقة في قاع البحر، وما زال البحث جارياً عن المزيد من الآثار.[٤]
المعمورة
اكتشفت مجموعة من الغواصين الهواة في عام 1990م وجود حطام لسفينة غارقة وعدد من الأواني الفخارية الرومانية، وتم إبلاغ مسؤولي الآثار في الإسكندرية، وفي عام 1999م نفّذت إدارة الآثار الغارقة أول مشروعاتها بعمل مسح أثري للمنطقة.[٥]
ومنذ ذلك الوقت حتّى عام 2007م اكتُشف حطام سفينة غارقة، كما عُثر على عدد من الأواني الفخارية من عصور مختلفة من القرن 14 قبل الميلاد وحتى القرن الـ7 الميلادي، بالإضافة إلى مجموعة من المرساوات الحجرية، والأحواض المحفورة بالصخر، والتي يُعتقد أنّها استُخدمت لتربية الأسماك في العصر الروماني.[٥]
جزيرة سعدانة
يُعتبر مشروع التنقيب عن سفينة جزيرة سعدانة من أهمّ المشروعات الأثريّة التي أنجزت في مصر حتّى الآن، ويرجع تاريخها إلى منتصف القرن 18 الميلاديّ، وهي سفينة تجارية كبيرة الحجم، وكانت حمولتها من الخزف الصيني والفخاريات وعشرات الزجاجات، وحبوب البن والبخور وجوز الهند وغيرها.[٦]
المراجع
- ↑ "الكشف عن الآثار الغارقة"، الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، 17/5/2016، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "الآثار الغارقة/خليج أبو قير"، وزارة السياحة والآثار في مصر، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "الآثار الغارقة/أسوان"، وزارة السياحة والآثار المصرية. بتصرّف.
- ^ أ ب "الآثار الغارقة/الميناء الشرقي"، وزارة السياحة والآثار المصرية، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب د. عماد خليل (2016)، الآثار البحرية والتراث الثقافي الغارق، صفحة 309. بتصرّف.
- ↑ د. عماد خليل (2016)، الآثار البحرية والتراث الثقافي الغارق، صفحة 298. بتصرّف.