مدينة القيروان
تُعد مدينة القيروان الموجودة في دولة تونس واحدة من مواقع التراث العالمي لليونسكو؛ وذلك نظراً لتراثها المعماري ومبانيها الضخمة التي تعكس حضارات قديمة توالت عليها، وقد تأسست المدينة في العهد الأموي في عام 670 م في عهد الخليفة معاوية لتكون في ذلك الوقت مركزاً إسلامياً مهماً للعلم وتعليم القرآن.
إلى جانب أنّ هذه المدينة أقدم المدن الإسلامية التي تمّ إنشاؤها، الأمر الذي جعلها مكاناً يستقطب العلماء المسلمين من كافة أنحاء العالم آنذاك، وسنتعرف في هذا المقال على البنيان المعماري الفريد في مدينة القيروان التونسية.[١]
البناء المعماري السائد في القيروان
اشتهرت مباني مدينة القيروان ببنائها وِفقاً لأساليب العمارة الإسلامية، ليس فقط في بناء الهيكل وحسب؛ بل إن ذلك يتعدّى الزخارف والجداريات التي قد تمّ نحتها بطابع العمارة الإسلامية، فيمتلئ أفق القيروان بعناصر العمارة الإسلامية مثل القباب، والمآذن، وزوايا المساجد، وتشتهر ببناء البيوت مع العديد من المداخل المقوسة، والنوافذ الصغيرة، والتي تُشكل جميعها تراثاً قيماً لا بد من المحافظة عليه.
تجدر الإشارة إلى أنه تمّ بناء العديد من المباني والمساجد في القيروان التي تعكس الثقافة والحضارة الإسلامية فيها بكلّ تفاصيلها؛ مثل الجامع الكبير الذي ترتبط العناصر المعمارية المكونة له بنفس تلك العناصر الموجودة في المسجد النبوي في المدينة المنورة، وتصميم المنازل ذي الطابع الريفي، بالإضافة إلى أنه توجد العديد من المباني الأخرى مثل مسجد الأبواب الثلاثة الذي يشتهر بأنه يحتوي على أقدم واجهة منحوتة في الفن الإسلامي.[٢][٣]
أشهر مباني العمارة الإسلامية في القيروان
يعد الجامع الكبير من أهم مباني العمارة الإسلامية في مدينة القيروان، وفيما يلي مجموعة من المعلومات المتعلقة به:
وصف الجامع الكبير
يُعد الجامع الكبير مثالاً نموذجياً لارتباط مدينة القيروان بالدولة الإسلامية الحضارية، ويظهر ذلك من خلال البناء المميّز الذي حظي به والذي يجمع بين الفن والزخارف الإسلامية الشرقية والعمارة الدينية في منطقة شمال إفريقيا، فقد صمّم الجامع وِفق شكل رباعي الأضلاع، توجد في نهايته الجنوبية قاعة الصلاة التي تزخر بالأعمدة،بالإضافة إلى أنه يوجد في الجهة الشمالية فناء واسع مصنوع من الحجر الرملي.
تقع المئذنة في الطرف الشمالي الآخر، وهي ضخمة الحجم وتتألف من ثلاثة طوابق، ويمتلك الجامع واحدًا من أهم العناصر المعمارية وهي القبة؛ فقد تمّت استعارتها من العمارة البيزنطية والرومانية، وتتميّز قبة المسجد بوجود النوافذ الصغيرة التي تسمح بدخول الضوء مباشرةً على المحراب، وترتكز القبة على عقود صغيرة مزينة بالزخارف الإسلامية.[٣][٢]
الأهمية التاريخية للجامع الكبير
تأثرت مدينة القيروان بأكملها بموقع الجامع الكبير المتمركز في قلبها، فكان المبنى الأقرب إلى وسط المدينة، والأقرب إلى الطريق الرئيسي ومقر الحاكم، وقد اعتُبر من الأجزاء المادية الرمزية في مدينة القيروان آنذاك، وتجدر الإشارة إلى أنه كان تخطيط المدينة دائرياً الأمر الذي جعل للجامع 15 طريقاً مؤدياً إليه من المدينة مع ازدهار القيروان على المستوى الحضاري والاقتصادي، وكان الجامع أكبر المباني في القيروان آنذاك، ليكون المبنى الذي يمثّل القيروان حضارياً وعالمياً، وحتى هذه اللحظة ما زال العديد من الأشخاص المهتمين بالسياحة في تونس. [٢]
المراجع
- ↑ "Architectural Building Attractions In Kairouan", destimap, Retrieved 26/2/2022. Edited.
- ^ أ ب ت DR. COLETTE APELIAN, "The Great Mosque of Kairouan", smarthistory, Retrieved 26/2/2022. Edited.
- ^ أ ب "Kairouan", whc.unesco, Retrieved 26/2/2022. Edited.