الإسلام في بلجيكا

تقع بلجيكا في قارة أوروبا تحديدًا في الجزء الشماليّ الغربيّ منها،[١]وقد بلغ عدد سكانها عام 2020م أكثر من 11 مليون نسمة،[٢]ولا يمثِّل المسلمون فيها غالبيةً، ولكنّ دين الإسلام هو ثاني أكثر الأديان انتشارًا بين سكانها، إذ يأتي ترتيب عدد المسلمين بعد الروم الكاثوليك، وهم أصحاب الديانة الأولى فيها.[٣]


تتميِّز بلجيكا بقانونها المكافِح لتمييز الأفراد حسب الدين أو العِرق، فحسب الدستور البلجيكيّ، فإنّ حرية اختيار الفرد للدين مكفولةٌ من قبل الدولة، والدليل على ذلك انتشار المساجد في العاصمة بروكسل، والسماح للدعاة المسلمين بالدخول والعمل، إضافة إلى تكفّل الدولة بدفع رواتب العديد من المُعَلّمين، والموظَّفين المسلمين، وكذلك السماح بتدريس التربية الإسلاميّة في المدارس.[٣]


زاد انتشار الإسلام في بلجيكا في العقود الأخيرة، إذ بلغ عدد المسلمين ما يقارِب 500 ألفَ مُسلمٍ ومسلِمة عام 2005م حسب تقديرات المشرفين على المركز الإسلاميّ والثقافيّ فيها،[١] بينما أصبح نصف سكان العاصمة بروكسل من المسلمين كما أشارت إحدى الإحصائيات عام 2013م.[٤]


حال المسلمين في بلجيكا

تعود أصول الكثير من المسلمين في بلجيكا إلى الجالية التركيّة والمَغربيّة، إضافة إلى الجالية الهنديّة، وتوضّح أنّهم يُشكلون نسبة 6% من سكانها حسب دراسة عام 2018م، ونسبة 7.5% من السكان في عام 2020م، أي أنّ عددهم ما يقارب 800 ألفَ مسلم، رجوعًا للدراسات الحديثة لأعداد المسلمين فيها.[٥]


ومن الجدير بالذكر أنّ هناك إقبالًا كبيرًا من طرف البلجيكيين على اعتناق الإسلام، إذ أصبح في الوقت الحالي نسبة كبيرة من الأطفال في مدارس العاصمة من أبناء المُسلِمين، وذلك حَسب دراسة نشرتها إحدى المجلات البلجيكيّة.[٤]


رجوعًا لاعتراف الحكومة البلجيكيّة بالإسلام وتكفلها بالحرية الدينيّة، أصبح بإمكان المسلمين ممارسة شعائرهم كافة، إذ يستطيعون الاحتفال بعيدي الفطر والأضحى سنويًّا، كما قد نقلت إحدى الجهات المعنية بالمهاجرين الأندونيسيين، عن تعبيرهم وشعورهم بالراحة والأمان في أداء مناسكهم، الأمر الذي يشير إلى مستوى جيد من التعايش بين الأديان في بلجيكا.[٦]


المراكز الإسلامية والمساجد في بلجيكا

يُعتبر المركز الإسلاميّ المُفتَتَح عام 1936م في بلجيكا أهمَّ المراكز الإسلاميّة في الجزء الغربيّ من أوروبا، وقد نشأ في البداية في مكان متواضعٍ في بروكسل، وبعد اعتراف الحكومة البلجيكيّة بالدين الإسلاميّ كأحد الأديان الرسميّة في البلاد عام 1968م، صار المسلمون جزءًا من المجتمع البلجيكيّ، وسُمِح بتدريس التربية الإسلاميّة في المدارس.[١]


ومن الجدير بالذكر أنّ اعتراف الحكومة بالديانة الإسلاميّة، كان إثر إهداء ملك بلجيكا الراحل جزءًا من متحفٍ في بروكسل للملك فيصل عام 1967م، وقد نُقل المركز الإسلاميّ إلى هذا المكان الذي كان يُعَدُّ من أجمل أحياء العاصمة في ذلك الوقت.[١]


افتُتح الملك خالد - رحمه الله- المركز الإسلاميّ المطوّر عام 1978م، والذي ضُمّ إلى رابطة العالم الإسلاميّ منذ عام 1982م، كما حُدث ليضم أول معهد إسلاميّ أوروبيّ عام 1983م، كما افتتح أول مسجد في مطار العاصمة البلجيكيّة عام 1986م، إذ يُوجد 300 مسجد وبيت للعبادة موزعة في مختلف المنطقة.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "المسلمون في بلجيكا "، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2/3/2022. بتصرّف.
  2. "بلجيكا"، بوبيوليشن بايراميد، اطّلع عليه بتاريخ 9/3/2022. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "2020 Report on International Religious Freedom: Belgium", State Department Home, Retrieved 9/3/2022. Edited.
  4. ^ أ ب جوليو ميوتي (9/5/2018)، "بلجيكا هل ستصبح أول دولة مسلمة في أوروبا"، جيت ستون، اطّلع عليه بتاريخ 2/3/2022. بتصرّف.
  5. Unknown , QUESTIONNAIRE TO STATES ON ANTI MUSLIM HATRED AND, Page 1. Edited.
  6. "Celebrating Eid-Al-Fitr Online in Belgium", Kemlu, 28/5/2020, Retrieved 9/3/2022. Edited.