ما هي قصور مدنين؟
تعتبر هذه القصور صرحاً تاريخياً عريقاً، بنيت على الرمال التونسية، وشيّدت بطريقة متينة حيث لم يكن يتواجد الطوب والإسمنت كالوقت الحالي، فقد بناها أجدادنا بطريقة ذكيّة، وذلك بوضع الجبس على شكل قباب، ويصفّون تحته أكوام الحطب ثم يقومون بإشعالها، وحين يكتمل احتراقها وتأخذ شكل القبّة، وتعد قصور مدنين الصحراوية رمز للفن والعراقة التونسية، تمثل بقوتها قوة وصلابة تونس من خلال تاريخها العريق، ويقارب عدد هذه القصور 160 قصرًا، وتتواجد في محافظتي تطاوين ومدنين (جنوب شرق)، وكانت مكاناً لتخزين المؤن عند بنائها.
ما هو شكل بناء القصور؟
شكل البناء الخارجي
تعتبر قصور مدنين قصوراً ضخمة تأخذ شكلاً مستطيلاً عادةً، وهي تتألف من العديد من الطوابق التي تتراوح بين ثلاثة إلى ستة طوابق، تتكون هذه الطوابق من غرف صغيرة الحجم تقع فوق بعضها البعض يصل ارتفاع الواحدة منها إلى ستة أمتار وعرضها بين المتر ونصف إلى مترين، ويصل عدد الغرف المشيّدة في القصور من 200 إلى 300 غرفة تقريباً.
شكل البناء الداخلي
فيما يلي تتبع لشكل البناء من الداخل:
- أسقف المداخل الرئيسية، فقد بنيت باستعمال الخشب والجبس، بينما الأبواب صنعت من خشب النخيل غالباً.
- عند دخول إلى القصر تستقبلك بوابة كبيرة محصّنة ولها حارس عُيّن من قبل مجلس القبيلة، صنعت هذه البوابة من خشب النخيل ولها قفل كبير ضخم صنع من الحديد.
- نجد بعدها ممراً طويلاً سقف بخشب النخيل أيضاً، يؤدي هذا الممر إلى مكان واسعٍ يسمى (الصحن) وقد رصف بحجارة ملساء ناعمة، ويعتبر الصحن الساحة المركزية للقصر تطل عليه جميع الغرف والطوابق.
- يعتبر الصحن مكاناً معتمداً لعقد الاجتماعات بين أعيان القبيلة لبحث الأمور الهامة التي تخص القبيلة، ويتحول في تارةٍ أخرى إلى محكمةٍ تُفض بها النزاعات القائمة بين أفراد القبيلة.
- أما الغرف وأسقفها التي بنيت على شكل قباب وسبب بنائها على هذا الشكل لأسباب منها عكس أشعة الشمس الواقعة عليها، وذلك للحفاظ على المؤن المخزنة داخل الغرف ومنعاً من فسادها من أشعة الشمس. يمكن الوصول إلى الغرف العالية هذه عن طريق سلالم خشبيّة أو عن طريق الحبال، ويحيط بها سور عالٍ يصل ارتفاعه إلى عشرة أمتار حفاظاً على المؤن من السرقة بالإضافة لحماية الحارس الموجود على الباب الرئيسي.
ما هي أسماء قصور مدنين؟
نتيجة العوامل الجوية الصعبة وعدم ترميم القصور هذه من أجل الحفاظ عليها تم فقد الكثير من القصور، أو أصبحت شبه مهدّمة وحتى سنة 2010، بقي من هذه القصور الكثيرة ثلاثة فقط وهي:
- قصر المسرح الذي يحتوي على 125 غرفة، والذي عملت الدولة على إنشاء متحف للعادات والتقاليد في القصر وذلك للحفاظ عليه.
- قصر أولاد إبراهيم وهو ما يعرف بالقصر السياحي وفيه 146 غرفة، وعملت الدولة أيضاً على إنشاء مقهى ثقافي في القصر وإنشاء بعض المحلات لبيع التحف والقطع التذكارية.
- قصر المارسية والذي يحتوي على 125 غرفة.