دخول الإسلام إلى إندونيسيا

تعد إندونيسيا، أكبر دولة إسلامية من حيث السكان، وقد سماها المؤرخ المسلم المسعودي اسم (جزر المهراج)، ولها أسماء أخرى مثل سومطرة، وجاوة، وقد عرفت باسم إندونيسيا منذ القرن 19 الميلادي، ولم يدخل الإسلام إندونيسيا من خلال الفتوحات الإسلامية، ولكنه دخل من خلال التجار المسلمين في اليمن وعُمان والجزيرة العربية والهند والصين الذين كانت لهم علاقات تجارية مع إندونيسيا.[١]

تفيد بعض الرويات التاريخية بأنّ بعض التجار الإندونيسيين كانوا على تجارة مع بغداد أيام الخليفة هارون الرشيد وقد تأثروا بالإسلام، وعند عودتهم إلى بلادهم بدأوا بالدعوة إلى الإسلام، وفي أواخر القرن 2 الهجري وأوائل القرن 3 الهجري زاد النشاط التجاري مع إندونيسيا، حيث أقام التجار المسلمون مراكز تجارية لهم على سواحل الجزر الإندونيسية، وبدأوا بنشر الإسلام فيها من خلال تعاملاتهم مع السكان.[١]


وفي أوائل القرن 15 الميلادي، قاوم السلاطين المسلمين السلطة البوذية التي كانت سائدة هناك، ومن أشهرهم (آشن) في أقصى الشمال و(ملاكا) في غربي جزيرة ملايا، حيث أنّهم استقلّوا عن الدولة وأسّسوا تجارة مع المسلمين العرب والهنود والصينيين، وصار الدين الإسلامي ينتشر بسرعة كبيرة في الجزر الإندونيسية، ممّا أدى إلى قيام ممالك مسلمة في تلك الجزر مثل مملكة (بنتام) ومملكة (متارام)، وغيرها من الممالك.[١]


الاستعمار والاستقلال

تعرضت إندونيسيا للاستعمار من قبل البرتغاليين والهولنديين في القرن 17 الميلادي بسبب ثرواتها الطبيعية الوفيرة، وسيطروا على مراكز التجارة الرئيسية فيها، وعلى الرغم من الاستعمار، إلّا أنّ ذلك ساعد على انتشار الإسلام أكثر، حيث انتقل التجار المسلمون إلى الموانئ الصغيرة في الجزر البعيدة، للعمل من خلالها، ونشروا الإسلام في هذه المناطق، وأصبح الإسلام في بداية القرن الـ20 هو الراية لمقاومة المستعمرين حتى نيل الاستقلال.[١]

وقد ظهر في المجتمع الإندونيسي اتجاهان رئيسيين للمسلمين، الاتجاه الأول هو الذي يتبع المذهب الشافعي الذي كان سائداً في معظم إندونيسيا، و والاتجاه الثاني هم الإصلاحيون الذين ظهروا في بداية القرن الـ20 الميلادي، وفسّروا النصوص الشرعية بدون الرجوع إلى القواعد الفقهية التي وضعتها المذاهب الإسلامية، وابتكروا ممارسات غريبة ولاهوتية، وشكلوا مذهبهم من المعتقدات الإسلامية والعلمانية وغيرها.[٢]


حصلت صدامات واختلافات كبيرة فيما بينهم في كيفية التعامل مع النصوص الشرعية، ولكنهم في النهاية اتفقوا على عدم الاختلاف حول كيفية القيام بالشعائر الدينية، وتم تشكيل تكتل ديني واحد قوي للمجتمع الإندونيسي.[٢]

إندونيسيا بين الفقر والتنصير

أدى الاستعمار لإندونيسيا إلى تعرضها لمشكلات كثيرة في ضعف الإنتاج، وازدياد الأمية والبطالة والفقر، وانخفاض مستوى المعيشة، مما أغرى الحركات التنصيرية في القرن الـ20 إلى تنشيط جهودهم التنصيرية فيها، واستخدمت هذه الحركات ما تمتلكه من ميزانيات ضخمة، وقنوات تلفزيونية، وصحف، ومجلات، للتنصير، وقد أدت هذه الجهود إلى النجاح بشكل جزئي.[٣]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "Islam in Indonesia", indonesia-investments, Retrieved 21/6/2022. Edited.
  2. ^ أ ب Cambridge University Press (18/11/2019), "Islam in Indonesia before the Revolution", cambridge Core, Retrieved 18/2/2022. Edited.
  3. "How Islam came to dominate Indonesia", trtworld, Retrieved 21/6/2022. Edited.