أبرز عادات وتقاليد شعب سلوفاكيا

تنحدر أُصول الشعب السلوفاكي من الشعوب السلافية الذين استوطنوا المناطق حول نهر الدانوب في القرنين السادس والسابع، وعلى الرغم من التغييرات والتطورات الحديثة التي مرت عليهم؛ أنّ الشعب السلوفاكي ما زال مرتبطاً بالأرض ويعتز بصلته بها خاصةً كبار السن حيث إنّ جزءاً كبيراً منهم ما زال يعيش الحياة الريفية ويعتمد على الزراعة، وعلى الرغم من تأثر العديد من الأعراف والقوانين بالحكام السابقين إلا أنّه بعد الاستقلال في الأول من يناير عام 1993 استطاعت سلوفاكيا تكوين طابع وطني خاص بها يتميز باحتفاظ السلوفاكيين بتقاليدهم الشعبية إلى جانب عادات من المجتمع الحديث إلى يومنا هذا، وفي هذا المقال سنتناول بعضًا من هذه العادات والتقاليد:[١]

أبرز عادات وتقاليد شعب سلوفاكيا في العطل والأعياد الرسمية

يقوم الشعب السلوفيكي عند انتهاء فصل الشتاء وحلول فصل الربيع بإحضار دمية مصنوعة من القش ومصممة برداء كرداء الفتيات إلى النهر ويقومون بإضرام النار فيها ومن ثم يلقونها في النهروترمز، أما في السادس من يناير يقوم الأولاد بالاحتفال بعيد الغطاس حيث يجوبون الأحياء وهم يغنون الترانيم ويرتدون زي الحكماء الثلاثة لتأدية مسرحية ليلة الثانية عشر كدلالة على زيارة الثلاثة رجال لبيت لحم بعد ولادة يسوع المسيح، وهناك عدة عادات أخرى تتعلق بالأعياد والعطل الرسمية منها ما يلي:[٢]


حفظ السمك في حوض الاستحمام قبل عيد الميلاد

تبدأ مراسم الاحتفال بعيد الميلاد في سلوفاكيا بوضع سمك الشبوط داخل حوض الاستحمام لمدة يوم أو يومين مما يساعد في التخلص من بقايا الطين والمواد العالقة من قاع البحر داخل جهازها الهضمي وفي ليلة عيد الميلاد يتم تنظيفها، وإعدادها للعشاء، ويرجع السبب في هذه العادة إلى الاعتقاد السائد لدى السلوفاكيين بأنّ سمك الشبوط يجلب الحظ، فبعد أن ينتهي جميع أفراد العائلة من العشاء يتم جمع قشور السمك المتبقية ويحتفظون بها لعيد الميلاد القادم اعتقادًا منهم على أنها ستجلب الحظ للعام المقبل، بالإضافة إلى ذلك كان السمك رمزاً للمسيح والمسيحية لفترة طويلة لذلك يتم اختياره كوجبة لليلة عيد الميلاد.[٣]


طقوس خاصة بعيد الفصح

جرت العادة في اليوم الثاني لعيد الفصح قيام الرجال والفتيان بغمر السيدات والفتيات بالمياه المثلجة فهي أحد التقاليد الشعبية السلوفاكية حيث يعتقدون بأنها تحافظ على صحة السيدات وتنعشها، كما أنها إشارة إلى خصوبة السيدات، وعملية تساهم في تعزيز جمالهن مع حلول فصل الربيع.[٤]


تزيين شجرة من الغابة يوم 1 مايو من كل سنة

يذهب رجال سلوفاكيا إلى الغابة يوم 1 مايو وهو يوم عطلة وطنية بحثاً عن أشجار طويلة ليتم تزيينها على الطريقة التقليدية حيث يتم التخلص من جميع فروعها مع ترك ارتفاعها بنحو 60.96 سم أو 91.44 سم بحيث تصبح شبيهة بشجرة عيد الميلاد الصغيرة ويتم الاحتفاظ بهذه الأشجار حتى بداية شهر يونيو، ومن عادات السلوفاكيين ربط أشرطة ملونة على فروع هذه الأشجار كدلالة على الحب، والحياة الجديدة، والنمو الصحي والسليم للجسد.[٥]


الطعام في سلوفاكيا

إحدى عادات السلوفاكيين أن تبدأ وجبتك دائماً بالشوربة سواءً كنت في منزلك أو في المطعم، حيث تتميز سلوفاكيا بالعديد من أصناف الشوربات اللذيذة منها ما يفتح الشهية ومنها ما تشعر عند تناوله بأنه وجبة كاملة، ومن الأطباق التقليدية التي تشتهر بها سلوفاكيا طبق بريندزوفي هالوسكي وهو عبارة عن زلابية مصنوعة من عجينة البطاطا المسلوقة ومخفوقة مع جبن الماعز، ويُقام مهرجان سنوياً باسم هذا الطبق في مدينة توريكو في سلوفاكيا.[٥][٦]


الزفاف في سلوفاكيا

في سلوفاكيا لا يعتبر الزفاف زفافاً إذا لم يتواجد منظمون للحفل يشرفون على كل مراسمه حيث يستقبلون الضيوف ويقدمون التعليمات لهم مع ارتدائهم للأزياء الشعبية التقليدية، كما يعملون على توجيه العروسين لكل فقرات الحفل بما فيها كسر الطبق الذي عليهم تنظيفه بعد ذلك بينما يقوم الضيوف بركل قطع الزجاج في جميع أنحاء المكان فهذه العادة وفقاً للسلوفاكيين دلالة على أنّ العروسين على أتم الاستعداد للعمل كعائلة مترابطة.[٥]


العلاقات الاجتماعية

قد تكون الحياة في سلوفاكيا مختلفة قليلًا، إذ إنّ شعب سلوفاكيا متحفظ جداً ويصعب عليه الثقة بأشخاص جدد بسهولة، كما يقدرون خصوصيتهم بشكل كبير مما يجعل علاقاتهم رسمية مع الآخرين، فهم غير مندفعين ولا يهتمون بإظهار مشاعرهم، بالإضافة إلى أنهم مهذبون ولا يتعمقون في علاقاتهم، أما التحية الشائعة عند السلوفاكيين فهي المصافحة ويجب على الرجال انتظار النساء لمد أيديهم، ومن عادة شعب السلوفاكيا استخدام الاسم الأول مع أصدقائهم وأفراد عائلتهم، ولكنهم ينتظرون دعوتهم لذلك من الأشخاص غير المقربين منهم، وتأتي العائلة على رأس أولويات كل شخص فهي اللبنة الأساسية للمجتمع إذّ تقدم الدعم المادي والعاطفي لهم ويتمثل هذا الارتباط القوي والالتزام تجاه العائلة، بالإضافة إلى ذلك هناك آداب للضيوف يلتزم بها السلوفاكيون مثل: ارتدائهم لملابس رسمية، وخلع الحذاء عند الباب، وإحضار الهدايا، أو الشوكلاتة، أو الزهور مع الحرص بأن يكون عددها فردياً باستثناء الرقم 13 اعتقادًا منهم بخرافة شؤم هذا الرقم، كما يتجنب الضيوف الحديث عن العمل إلا إذا قام صاحب المنزل بذلك.[١][٧]


المهرجانات الشعبية

تتميز سلوفاكيا بالفلكلور الشعبي والمظاهر الثقافية المختلفة حيث تمتلك كل مدينة طابعها الخاص من الأزياء، والموسيقى، والأغاني، والرقصات، وغيرها من الفنون الشعبية التي تحرص جمهورية سلوفاكيا على عرضها في العديد من المهرجانات التي تُقام في جميع أنحاء البلاد، وتشهد مدينة فيشودنا، وميجافا، وديتفا أكبر المهرجانات الشعبية.[٢]


اللغة

هي واحدة من مجموعة اللغات السلافية الغربية والتي تتألف من التشيكية، والصربية، والكاشوبية، والبولندية إلى جانب اللغة السلوفاكية، وتُعد اللغة التشيكية الأقرب إليها، وفي نهاية القرن الثامن عشر قام القس الكاثوليكي الروماني أنطون برنولاك بوضع أساسية الكتابة للغة السلوفاكية وقد اعتمد على التهجئة الصوتية حيث تُكتب كما تنطق.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت "Slovakia - Culture, Etiquette and Business Practices", commisceo-global, Retrieved 22/2/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Culture Slovak folklore", slovake, Retrieved 22/2/2022. Edited.
  3. Meghan Collins Sullivan (22/12/2014), is a holiday mainstay in several central European nations,downtown Prague in December 2012. "In Slovakia, Christmas Dinner Starts In The Bathtub", npr, Retrieved 22/2/2022. Edited.
  4. CAT WOLINSKI (19/4/2019), tradition goes that young,the spanking is called šibačka. "The Ancient Easter Ritual That Starts With Ice Water and Ends With Vodka", vinepair, Retrieved 22/2/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت Taylor Geiger (9/7/2017), "8 Traditions Only Slovaks Will Understand", theculturetrip, Retrieved 22/2/2022. Edited.
  6. ISABEL LEONG (28/1/2021), "What Is Slovakia Known For", belaroundtheworld, Retrieved 22/2/2022. Edited.
  7. "National traditions of Slovakia. Habits, mentality and the way of living", orangesmile, Retrieved 22/2/2022. Edited.